محمد الرخا - دبي - الجمعة 29 سبتمبر 2023 01:07 صباحاً - رأى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، اليوم الخميس، أن الصين تسعى إلى أن تصبح "القوة المهيمنة" في العالم على حساب الولايات المتحدة، مكررًا تحذير بكين من إثارة توتر بشأن تايوان.
وفي حين سبق لعدد من الرؤساء الأمريكيين أن اعتبروا الصين التحدي الإستراتيجي الأبرز للولايات المتحدة على المدى الطويل، يرى محللون أمريكيون أن بكين تسعى إلى الحد من نفوذ واشنطن في آسيا أكثر مما تسعى للحلول بدلاً منها على الساحة الدولية.
وردًا على سؤال بشأن نوايا الصين خلال منتدى أقامته مجلة "ذا أتلانتيك"، قال بلينكن: "أعتقد أن ما تريده هو أن تصبح القوة المهيمنة في العالم، عسكريًا، واقتصاديًا، ودبلوماسيًا"، مضيفًا أن "هذا ما يسعى إليه (الرئيس الصيني) شي جين بينغ" الذي يقود البلاد منذ أكثر من 10 أعوام.
وأشار بلينكن، الذي سبق أن تحدث عن رغبة صينية في "إعادة صياغة النظام العالمي"، إلى أن ذلك "ليس أمرًا مفاجئًا، للصين تاريخ مذهل، وأعتقد أنه إذا رأيت واستمعت للقادة الصينيين، فهم يسعون لاستعادة ما يعتقدون أنه مكانتهم المستحقة في العالم".
واعتمدت إدارة الرئيس جو بايدن مقاربة بوجهين حيال الصين، إذ تؤكد أنها تمثّل تحديًا إستراتيجيًا لها، وتراقب تصرفاتها بدقة، لكنها عزّزت الحوار معها في قضايا عدة بهدف إدارة التوتر بينهما بشكل أفضل.
وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يعقد لقاءات ثنائية مع مسؤولين صينيين في العاصمة بكينمتداولة
وعقد مسؤولون من البلدين لقاءات على مستوى رفيع لدى طرف ثالث، خلال الأشهر الماضية، بينما قام بلينكن بزيارة نادرة إلى العاصمة بكين في شهر حزيران/يونيو الماضي.
وتتنوع الملفات الخلافية بين البلدين، ومن أبرزها تايوان، الجزيرة ذات الحكم الذاتي، التي تعتبرها الصين جزءًا لا يتجزأ من أراضيها، وتتعهد بإعادتها بالقوة إذا لزم الأمر، وزادت بكين من وتيرة ضغوطها بشأن الجزيرة، خلال الأشهر الماضية، لاسيما من خلال تكثيف المناورات العسكرية في محيطها.
وقال بلينكن، إن المحاذير بشأن تايوان "مرتفعة بشكل استثنائي" بسبب مساهمتها في الاقتصاد العالمي بما يشمل إنتاج أشباه الموصلات.
وأوضح أنه "إذا حصلت أزمة بشأن تايوان جراء الخطوات الصينية، سنكون أمام أزمة اقتصادية عالمية، وأعتقد أن الرسالة التي تسمعها الصين بشكل متزايد من دول مختلفة حول العالم هي لا تثيروا المشاكل".
ومضى الوزير الأمريكي قائلًا: "إننا نريد، والجميع يريدون، السلام والاستقرار، والجميع يريدون الابقاء على الوضع القائم".
تضليل إعلامي
على صعيد آخر، قالت وزارة الخارجية الأمريكية في تقرير، اليوم الخميس، إن الصين تنفق مليارات الدولارات بغرض "التضليل الإعلامي" على الصعيد الدولي، محذّرة من أن ذلك قد يتسبب بالتضييق على حرية التعبير في أماكن مختلفة حول العالم.
واعتبر التقرير أن "تلاعب الصين بالمعلومات عالميًا ليس فقط مسألة دبلوماسية عمومية (تنتهجها بكين)، بل هو تحدّ لصدقية مجال المعلومات".
وحذّرت من أنه في حال عدم مواجهة هذا الأمر "يمكن لجهود بكين أن تنتج مستقبلاً تتسبّب فيه التكنولوجيا التي تصدّرها جمهورية الصين الشعبية، والحكومات المحلية المنصّبة، والخوف من رد فعل مباشر من قبل بكين، إلى تقليص حادٍ لحرية التعبير العالمية".
"دبلوماسية الباندا" بين الصين وأمريكا
واتهم التقرير بكين بإنفاق المليارات سنويًا لـ"التلاعب بالمعلومات" من خلال الدعاية (البروباغندا) والتضليل الإعلامي والرقابة، في مقابل الترويج لأنباء إيجابية عن الصين والحزب الشيوعي الحاكم.
وأشار إلى أن الصين تقوم، في المقابل، بكبت المعلومات التي تناقض نظرتها بشأن قضايا شائكة، مثل: تايوان، وحقوق الإنسان، واقتصادها المحلي المتباطئ.
ورأى أن مقاربة الصين في مجال المعلومات المغلوطة تشمل: الترويج لـ"الاستبداد الرقمي"، واستغلال المنظمات الدولية، وفرض السيطرة على وسائل الإعلام الناطقة بالصينية.