محمد الرخا - دبي - الجمعة 24 مايو 2024 08:13 مساءً - تأتي تلك الإقالة بشكل متوقع على الرغم من أنها في نفس الوقت قبل أيام قليلة لم تكن متوقعة، حيث عانى برشلونة الأمرين بنهاية الموسم وأعلن تشافي رحيله بشكل رسمي، ثم خرج في مؤتمر صحفي مع جوان لابورتا وكلاهما أعلنا استمرار المدرب حتى نهاية عقده، ثم أعُلن عن الرحيل عقب أيام من تصريحات أخرى لتشافي هاجم فيها الوضع الاقتصادي للنادي.
لكن رحيل تشافي بتلك الطريقة فيه الكثير من الإهانة لتاريخه الكبير كلاعب في المقام الأول ومحاولاته المخلصة كمدرب من أجل برشلونة، مما يأخذنا إلى نقاط تؤكد أن المدير الفني الكتالوني قد تعرض للخيانة.
جوان لابورتا
بأي حال من الاحوال لن يعرف أي شخص ما الذي يدور في الغرف المغلقة، قد يكون هناك توترات والكثير من النقاشات لكن في نهاية المطاف ما نعرفه حق المعرفة هو ما تخرج به علينا المصادر الرسمية في المؤتمرات أو التصريحات الصحفية.
وفي تلك الحالة لم يظهر جوان لابورتا في أي وقت من الأوقات رغبة في إقالة تشافي هيرنانديز، على النقيض كان يؤكد رغبته في استمرار المدرب حتى الرمق الأخير في الوقت الذي كان فيه المدير الفني قد أعلن الرحيل بنهاية الموسم.
لكن إقالة تشافي بهذه الطريق وبعد كل تلك التأكيدات فيه الكثير من الخيانة من قبل لابورتا، وإن كانت تصريحات تشافي هيرنانديز قد تكون هي الأخرى فيها خيانة للابورتا.
نجوم برشلونة
لا أحد ينكر أن لنجوم الفريق دومًا دور كبير في تحديد مصير وموقف المدرب من الاستمرار أو الرحيل، وبالنسبة لنجوم برشلونة كان الأمر واضحًا في مرات عديدة.
ربما في الصحف والمؤتمرات عقب المباريات كل ما يقولونه لكم هو إنهم يدعمون استمرار تشافي وأنهم يقفون خلفه حتى الموت، لكن على أرض الواقع لم يكن كل ذلك يُترجم إلى وقائع.
أبسط شيء هو كم الأخطاء الفردية المحبطة التي وقع فيها نجوم كبار بالفريق على مدار الموسم وأدت بشكل مباشر إلى فشل النادي الكتالوني في الخروج بأي نتيجة إيجابية تضمن له التتويج بأي لقب.
في نهاية المطاف لا يمكن تفسير مثل تلك التصرفات إلا بأنها خيانة مباشرة من نجوم النادي الكتالوني للمدرب الذي أراد دومًا الأفضل للفريق.
جماهير برشلونة
هؤلاء الذين وقفوا يومًا لتحية أسطورة فاز بكل شيء وقدموا له لوحة جميلة من الفسيفساء في مباراة رحيله عن كامب نو هم أكثر من خذلوا تشافي.
طوال الموسم الماضي كان أسهل شيء هو انتقاد تشافي وطريقة لعبه واختياره للتشكيلة وإداراته لمباريات بعينها مثل الكلاسيكو ومواجهتي جيرونا ومباراة بيلباو في الكأس وإياب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا أمام باريس سان جيرمان.
الانتقاد شيء والخيانة شيء آخر، الانتقاد مقبول طالما يحسن الطرف الآخر من نفسه ويستفيد منه، لكن عندما يتحول إلى نقد غير بناء لمجرد النقد والهجوم وإيجاد كبش فداء يكون خيانة بشكل واضح.
النادي الكتالوني بجماهيره أرادوا حلولًا سهلة وأحبوا فكرة النوم آخر الموسم بضمير مرتاح ولا وعي يظن أن تشافي هو المشكلة وأن كل شيء سيكون أفضل برحيله، فوافقوا على القرار وأيدوا لابورتا رغم سلبيات رئيس النادي العديدة.