مع تطورات جديدة ليس التوتر وحده.. الغضب قد يكون العدو الحقيقي لجسدك دراسة توضح، نقدم لكم كل ما تحتاجون إلى معرفته بشكل شامل ودقيق عن هذه التطورات ليوم الثلاثاء 9 ديسمبر 2025 01:08 صباحاً
تكشف دراسة حديثة واسعة شملت أكثر من 700 شخص يعانون من آلام مزمنة أن الغضب والشعور بالظلم لا يُعدّان مجرد انفعالات عابرة، بل يمثلان عوامل عاطفية قادرة على زيادة شدة الألم وإطالة مدته إلى مستويات تتجاوز تأثير التوتر نفسه، إذ أظهر الباحثون أن الطريقة التي يعيش بها المريض غضبه ويتعامل معه تمثل مؤشراً قوياً لمسار الألم على المدى الطويل، وأن هذا النمط العاطفي قد يكون المفتاح لفهم لماذا تتفاقم آلام بعض المرضى رغم تلقيهم العلاج التقليدي.
أنماط الغضب.. رؤية علمية جديدة
اعتمد فريق البحث الدولي، الذي ضم علماء من جامعات ستانفورد وبوسطن وإنسبروك، منهجية تحليل الأنماط الكامنة لرصد الفوارق الدقيقة في كيفية اختبار المرضى للغضب وطريقتهم في التعبير عنه والتحكم فيه، إضافة إلى مدى شعورهم بالظلم نتيجة حالتهم الصحية، وكشفت النتائج عن وجود مجموعات من المرضى يظهرون مستويات متوسطة إلى مرتفعة من الغضب المترافق مع الإحساس بأن المعاناة التي يعيشونها تمثل ظلماً أو خسارة لا يمكن تعويضها، وهي الفئة التي أبلغت عن مستويات أعلى من الألم وانتشاره الواسع إضافة إلى الإعاقة الجسدية والانزعاج النفسي.
الغضب المنظّم مقابل الغضب غير المسيطر عليه
على النقيض، أظهرت الدراسة أن المرضى الذين استطاعوا إدارة غضبهم بفعالية، وتبنّوا نظرة أكثر استيعاباً لحالتهم الصحية، كانوا أكثر قدرة على التحسن التدريجي، مما يعني أن التحكم في الغضب ليس رفاهية نفسية بل ضرورة علاجية، حيث يؤكد قائد الدراسة غادي جيلام أن الغضب بحد ذاته ليس سيئاً، بل قد يكون عاملاً محفزاً على التكيف والرفاه حين يتم تنظيمه بصورة صحية، بينما يتحول إلى عنصر مدمر عندما يقترن بالشعور بالظلم، إذ يخلق دائرة مغلقة من التوتر والمعاناة الجسدية والنفسية التي تضاعف الألم وتطيل مدته.
انعكاسات تشخيصية وعلاجية واعدة
تؤكد الدراسة أن أنماط الغضب يمكنها أن تتنبأ بمسار الألم المستقبلي حتى بعد احتساب آثار القلق والاكتئاب، وهو ما يفتح الباب أمام اعتماد هذه الأنماط كعلامات تشخيصية مبكرة تساعد الأطباء على تحديد المرضى الأكثر عرضة لتطور الألم المزمن طويل الأمد، وبالتالي توجيههم نحو خطط علاجية أكثر تخصيصاً ودقة تركز على الجوانب العاطفية.
كما تدعو النتائج إلى اعتماد تدخلات علاجية موجهة مثل تقنيات الوعي الذاتي، والتعبير العاطفي، والعلاجات القائمة على التعاطف، مؤكدة أن معالجة الألم لا تكتمل إلا بفهم الشخص نفسه وليس أعراضه فقط.
للحصول على تفاصيل إضافية حول ليس التوتر وحده.. الغضب قد يكون العدو الحقيقي لجسدك دراسة توضح - الخليج الان وغيره من الأخبار، تابعونا أولًا بأول.
