تُعد السكتة الدماغية لدى النساء من أخطر الحالات الطبية الطارئة، إلا أن تشخيصها لدى النساء غالبًا ما يتأخر بسبب اختلاف الأعراض عن الصورة التقليدية الشائعة، مثل تدلي الوجه أو ثقل اللسان، وهو ما يجعل كثيرًا من النساء يتجاهلن الإشارات الأولى معتقدات أنها مجرد إرهاق أو توتر عابر، بينما تكون في الحقيقة جرس إنذار لحالة تهدد الحياة وتحتاج إلى تدخل فوري.

لماذا يُساء تفسير أعراض السكتة الدماغية لدى النساء؟

يشير أطباء الأعصاب إلى أن عددًا كبيرًا من النساء لا يطلبن المساعدة الطبية سريعًا، لأن الأعراض لا تبدو حادة أو واضحة، حيث قد يظهر الصداع المفاجئ أو التعب الشديد بشكل متدرج، فتقوم المرأة بإرجاعه لضغوط العمل أو مسؤوليات الأسرة، ما يؤدي إلى ضياع الوقت الذهبي للعلاج، وهو العامل الأهم في تقليل المضاعفات والوفيات الناتجة عن السكتة الدماغية.

أعراض السكتةالدماغية لدى النساء غير تقليدية تخفي الخطر

تُظهر الدراسات أن النساء أكثر عرضة للإصابة بأعراض غير نمطية، لا ترتبط مباشرة بالشلل أو فقدان القدرة على الكلام، بل تتخذ أشكالًا عامة ومربكة، مثل الإرهاق الحاد غير المبرر، والارتباك الذهني، وتغيرات مفاجئة في السلوك أو الحالة النفسية، إلى جانب الدوار والغثيان وصعوبة التنفس أو البلع، وقد تصل الأعراض إلى الإغماء، أو صداع شديد ومختلف عن الصداع المعتاد، ما يزيد من احتمالات الخلط بينها وبين القلق أو الصداع النصفي.

لماذا تختلف الأعراض بين النساء والرجال؟

يرجع الأطباء هذا الاختلاف إلى عوامل بيولوجية وصحية خاصة بالنساء، أبرزها التغيرات الهرمونية خلال الحمل أو بعد انقطاع الطمث، واستخدام العلاجات الهرمونية، فضلًا عن انتشار أمراض المناعة الذاتية والصداع النصفي بين النساء، وهي حالات ترتبط بزيادة خطر السكتة الدماغية، كما أن الإرهاق المزمن والتغيرات الذهنية تكون أكثر وضوحًا لديهن مقارنة بالأعراض الموضعية الشائعة لدى الرجال.

عوامل خطر مشتركة لا يمكن تجاهلها

رغم اختلاف شكل الأعراض، تبقى عوامل الخطر الأساسية متشابهة بين الجنسين، مثل ارتفاع ضغط الدم، والسكري، والتدخين، والسمنة، وقلة النشاط البدني، وأمراض القلب، إلا أن تأثيرها قد يكون أشد وأسرع لدى النساء في بعض المراحل العمرية.

الوقاية تبدأ بالوعي

ينصح الخبراء النساء بالتحكم في ضغط الدم والكوليسترول، وضبط السكر، واتباع نظام غذائي صحي للقلب، مع ممارسة النشاط البدني بانتظام، والإقلاع عن التدخين، وإدارة التوتر، إلى جانب مناقشة أي عوامل خطر خاصة، مثل العلاجات الهرمونية، مع الطبيب المختص.

الوعي المبكر بأعراض السكتة الدماغية لدى النساء ليس رفاهية، بل خطوة حاسمة قد تنقذ الحياة وتقلل خطر الإعاقة الدائمة.