«لا للفوضى لا للتقسيم لا لكيانات موازية».. مصر ترسم الخطوط الحمراء في السودان - الخليج الان

تشهد السودان فصل جديد من الصراع الدموي القائم منذ اندلاع الحرب في منتصف أبريل 2023، إلا أن هذا الصراع ازداد توحشاً ويدفع ثمنه الشعب السوداني المحاصر بين النزوح والتشريد والقتل بأبشع الأساليب على يد ميليشيا الدعم السريع التي تنفذ عملياتها وتوثق هذه السادية بالكاميرات، ولعل أحدث هذه الجرائم ما حدث في مدينة الفاشر، وغيرها من المناطق السودانية التي استفحلت فيها جرائم الميليشيات وسط صدمة عالمية وإدانات دولية لهذه المشاهد القاسية التي يعيشها المواطن السوداني كل يوم بل كل دقيقة حتى اللحظة التي يتم فيها كتابة هذا التقرير. 

البرهان في القاهرة.. رسائل دعم مصري للجيش السوداني وتحذيرات من تجاوز الخطوط الحمراء 

خلال الأيام الماضية، قام الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس السيادي الانتقالي السوداني، بزيارة إلى مصر والتقى خلالها بالرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي أكد على أمن السودان جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، وهو ما ظهر بشكل واضح في البيان الصادر عن الرئاسة الجمهورية، ويحمل في طياته العديد من الرسائل الهامة تجمع بين الحسم والتحذير شديد اللهجة قد يكون الأول منذ اندلاع الحرب في السودان. 

الرئيس السيسي أكد على دعم مصر الكامل للشعب السوداني في مساعيه هذه المحنة التي تعيشها البلاد، مشددًا ثوابت الموقف المصري الداعم لوحدة السودان وسيادته وأمنه واستقراره، مؤكداً استعداد مصر لبذل كل جهد ممكن في هذا السياق. 

وفي البيان تضمن العديد من المحاذير بمثابة خطوط حمراء رسمتها مصر في السودان، والاقتراب منها يمثل تهديد للأمن القومي المصري، والذي يرتبط ارتباطًا مباشرا بالأمن القومي السوداني، التحذير الأول هو التأكيد المصري على أن الحفاظ على وحدة السودان وسلامة أراضيه وعدم العبث بمقدراته ومقدرات الشعب السوداني هي أحد أهم هذه الخطوط الحمراء، بما في ذلك عدم السماح بانفصال أي جزء من أراضي السودان. 

كما شدد البيان الصادر من رئاسة الجمهورية على رفض مصر القاطع لإنشاء أية كيانات موازية أو الاعتراف بها باعتبار أن ذلك يمس وحدة السودان وسلامة أراضيه.

تفعيل آلية الدفاع المشترك 

وأكدت مصر على أن الحفاظ على مؤسسات الدولة السودانية ومنع المساس بهذه المؤسسات هو خط أحمر آخر لمصر، وحقها" الكامل في اتخاذ كافة التدابير والإجراءات اللازمة التي يكفلها القانون الدولي واتفاقية الدفاع المشترك بين البلدين الشقيقين لضمان عدم المساس بهذه الخطوط الحمراء أو تجاوزها". 

كما شددت مصر الكامل على استمرار العمل في إطار الرباعية الدولية بهدف التوصل إلى هدنة إنسانية، تقود إلى وقف لإطلاق النار، يتضمن إنشاء ملاذات وممرات إنسانية آمنة لتوفير الأمن والحماية للمدنيين السودانيين، وذلك بالتنسيق الكامل مع مؤسسات الدولة السودانية.

يعكس الخطاب الرئاسي، مدى عمق التهديدات الناجمة عن استمرار الصراع في السودان، والتي لا تؤثر فقط على أمن واستقرار الدولة الجارة فقط وإنما على أمن القومي المصري، ومن ثم  على الاستقرار الإقليمي الذي يشهد العديد من التحديات الأمنية أيضاً.